تُعتبر الدّمية من الألعاب المهمة التي من خلالها يمكن تطوير جوانب مختلفة عند الطفل. أغلب الأطفال، ليس البنات فقط بل الصبيان أيضاً، يحبون هذه اللعبة، وخاصة من عمر ١٨ شهراً إلى عمر ٣ سنوات. في هذه المرحلة العمرية، يبدأ الأطفال بتقليد الآخرين و وتبدأ مرحلة االلعب التمثيلي وهنا أهمية هذه اللعبة. عندما يقوم الطفل بتقليد ما يدور حوله، فإن ذلك يساعده على فهم أسرع للأمور. من خلال إعطائه الدّمية، توفّر لطفلك طريقة آمنة لتطبيق ما يراه.

فيما يلي ١٢ نشاط لغوي أثناء اللعب بالدّمية. ليس من الضروري أن تطبقها جميعها في فترة وجيزة لأن الدّمية تعتبر من الألعاب التي تستحوذ على إهتمام الطفل لفترة طويلة. لذلك يمكنك تحقيق الأهداف على مراحل.

٠١ تعلم أجزاء الجسم:

الدّمية هي وسيلة رائعة لتعليم الأطفال مختلف أجزاء الجسم (عيون، أنف، فم، أذن، يد، رِجل، أصابع، ركبة، كوع …). في البداية، علّم الطفل الأعضاء الأساسية  قبل الفرعية (كوع مثلاً).  قم بتسمية الجزء والإشارة إليه وإنتظر ردة فعل طفلك. حاول أن لا تعلّمه الأجزاء كلها بنفس الوقت لكي يتمكن من فهمها. 

قد تقول: “ولكن أستطيع أن أعلمه عن طريق الإشاره إلى أجزاء جسمه أو جسمي”. نعم! ذلك صحيح. ولكن من خلال إستخدام الدّمية، تعطي لطفلك وسيلة مسلّية لتعلم مفردات الجسم وتساعده أكثر على تعميمها. بشكل عام، الأطفال عندما يحاولون أن يدلوا على عينك مثلاً تشعر أنهم سينقرونها لأنهم لا يستطيعون السيطرة على إصبعهم لذلك الدمية مهمة أيضاً للتخفيف عنك! 

٠٢ إطعام اللّعبة:

هذا نشاط يحبه الأطفال كثيراً وخاصة على عمر السنتين. يمكنك إستخدام الأطعمة والأدوات البلاستيكية إذا توفرت. من خلال هذا النشاط، تقوم على تقوية المخزون اللّغوي لطفلك (أسماء مختلف الأطعمة وأدوات الطعام) و تحسين تركيب الجمل (“اللعبة عم تاكل/ عم تشرب”،”اللعبة عم تاكل تفاحة” ،”اللعبة عم تاكل تفاحة كبيرة” أو”سامي عم يطعمي/يشرّب اللعبة”). يمكنك أيضاً، على عمر متقدم، إستخدام لعبة الحزازير (“اللعبة بدا تاكل حبة فواكة/خُضرا شو فينا نطعميها؟” أو”اللعبة بتاكل بس أكل صحي فينا نطعميها برغر؟”) . إذا كان طفلك يحب الطهي يمكنه تحضير وجبة للدّمية!

بعيداً عن اللغة، عندما يقوم طفلك بإطعام الدمية مستخدماً الملعقة، الشوكة، الصحن أو الكوب فإنه بذلك يحسّن قدرته على المسك بهذه الأدوات والتحكم بها. إذاً يُحَسِّن من خلال ذلك المهارات الحركية الدقيقة.

٠٣ تغيير الملابس:

جميع الدمى تأتي على الأقل مع قطعة واحدة من الثياب. يمكنك أن تقوم مع طفلك بخلع ثياب اللعبة من ثم تلبيسها. أثناء ذلك، إستخدم الفعل المناسب (عم تلبس، عم تشلح). يمكنك أيضا القول : ” حَرام! اللّعبة بردت لازم نلبسها تيابها!” أو ” بردت اللعبة شو لازم نعمل؟ “.

إذا كانت الدّمية تأتي مع عدة قطع فهذه فرصة لممارسة مفردات الثياب وإعطاء الخيار للطفل لإختيار الثياب للدّمية (شو بدك تلبس اللعبة ؟).

من خلال هذا النشاط أيضاً، تُحَسِّن المهارات الحركية الدقيقة لطفلك وذلك من خلال تغييره لثياب اللعبة.

٠٤الإستحمام:

يستمتع الأطفال بشكل عام باللعب بالماء. إستغل ذلك للقيام  بممارسة مهارة حياتية مهمة وهي الإستحمام. ضع اللعبة في المغسلة ودع طفلك يحممها. قبل البدأ، إسأله عن الخطوات والأغراض التي سيحتاجها. وأثناء التحميم، تحدّث عما تقومون به مثلاً :” سامي عم يحط شامبو على راس اللعبة”، “بدنا نليّف جسم اللعبة” أو”منحط شوي/كتير شامبو/صابون” .

إستخدم الكلمات التي تدل على التسلسل (أول شي/ تاني شي / بعدين/ آخر شي). وعند الإنتهاء، حاولوا أن تتذكروا الخطوات مع التركيز على التسلسل الصحيح.

بعض الأطفال يخافون من الإستحمام. من خلال هذا النشاط، تساعدهم على تخطي هذا الخوف وعلى الخضوع لتجربة حسية (الشامبو والصابون).

٠٥ النظافة:

غير نشاط الإستحمام، يمكن للطفل أن يغسل وجه ويديّ الدمية، يفرشي أسنانها أو يمشط شعرها. لا تنسى أن تعبّر عن كل ما يقوم به الطفل (اللعبة عم تفرشي، تغسل….).

٠٦روتين النوم:

كثيرا ما يرفض الأطفال إحترام روتين النوم وخاصة إذا كان الطفل الوحيد في البيت. لذلك، إدخال الدّمية كطفل آخر يقوم بالروتين، قد يشجّع طفلك على القيام بما هو مطلوب (يفرشي أسنانه، يرتدي البيجاما، يغير الحفاض، يقرأ قصة…).

٠٧تعلُّم الدور:

من المهم، إبتداءاً من عمر ١٨ شهراً، أن يحترم الطفل الدور. يمكنك مثلاً إطعام طفلك والدّمية بالدور، اللّعب بالطابة بالدورأو أي نشاط آخر. ما يهم هو إستخدام كلمة دورك، دوري، دور الدمية. 

٠٨المفاهيم البراغماتية:

من المهم تعليم الطفل ليس فقط اللغة بل أيضاً طريقة إستخدامها. يمكن، من خلال الدمية، ممارسة بعض المفاهيم البراغماتيكية المستخدمة في المجتمع. من هذه المفاهيم أن يقول أو يرد السلام، أن يعتذر أو يقول شكراً.

٩ خلع الحفاض:

من الممكن أن تساعد الدّمية طفلك في مرحلة التحضير لخلع الحفاض. تقوم الدّمية بدور الطفل الذي لم يعد يطيق الحفاض ويستخدم الحمام. إستخدم الكلمات لشرح ما يحصل. بهذه الطريقة سيتعلم الطفل إستخدام اللّغة للتعبير عن حاجته للدخول إلى الحمام. كيف ذلك؟ يمكنك تأليف سيناريو بينك وبين الدّمية وتأكد أن طفلك يفهم ما تقول.

٠١٠اللعب التمثيلي:

بالإضافة إلى جميع النشاطات التي تمثل أفعال الحياة اليومية للطفل (إطعام اللعبة، تحميها…)، يمكن لطفلك القيام بدور الطبيب الذي يفحص الدّمية (إرتداء ثوب الطبيب/فحص الأذن/ سؤال اللعبة مما تشكي)، المعلمة التي تشرح الدرس للدّمية (لوح/ كرسي…)، الدّمية التي تذهب للتسوق (أكياس للتسوق، عربة، أموال) وغيرها. 

٠١١ لعبة “أين الدمية؟”:

من خلال هذا النشاط تساعد طفلك على فهم السؤال “أين؟” وإستخدام المفاهيم الأساسية للمكان مثلا “أين تجلس/ تنام /تأكل…. الدمية؟” “الدمية تحت/ على/بجانب/يمين/شمال….”.

 ٠١٢الأسئلة الإستفهامية:

يمكنك طرح الكثير من الأسئلة أثناء اللّعب بالدّمية لتساعد طفلك على فهم وإستخدام الإستفهام. من هذه الأسئلة: “أين الدمية”، “أين يد الدمية؟”،” لماذا تبكي الدمية” ، “ماذا تريد أن ترتدي الدمية؟” أو “بماذا تأكل اللعبة؟”.

بعض الأطفال يفضلون اللّعب بالحيوانات المحشوة أو مجسمات الشخصيات الكرتونية (باربي مثلاً) على اللعب بالدّمية. فقط، إتبع رغبات طفلك ويمكنك تطبيق معظم النشاطات المذكورة أعلاه.

أتمنى أن تكون قد إستفدت من هذه الأفكار عن كيفية اللّعب بالدّمية لتطوير اللغة. هل لديك أفكار أُخرى؟